إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: نصائح اختيار شركة لإدارة حسابات وإعلانات السوشيال ميديا (آخر رد :حسن سليمة)       :: المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل الدعوى (آخر رد :حوااااء)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: تفسير الحلم بمعدات الصيد (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم انجاب ولد للمتزوجه (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم رؤية المطر (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم حادث دهس (آخر رد :نوران نور)       :: رؤيا اكل الحلوى في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم الخنفساء السوداء في المنزل (آخر رد :نوران نور)       :: شنط قماش هاند ميد| تحف فنية تعكس الإبداع والأناقة الشخصية (آخر رد :konouz2017)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-25-2012, 10:00 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,612
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

تاريخ الــقائد السيد هادي المدرسي في البــحريــن

إن شخصية السيد هادي المدرسي قد لا يلفها الغموض في مرحلتها الراهنة أي منذ إبعاده عن البحرين 1979 ,لكنها قبل ذلك فإنها تثير الكثير من علامات الاستفهام ومن الممكن ان تؤسس مرتكزات أساسية في تاريخ البحرين السياسي وعلامات التعجب التي أثارتها روبن رايت تبدو في محلها لقد وصفته "بأنه أستجمع الدعم بسرعة داخل الحسينيات والمجتمع الإسلامي المتنور المؤثر ,مراكز ضخمة اكثر من مائة مكتب تعاملت مع قضايا الشيعية. قد اخذ على عاتقه المهمة بقوة ,السلطات كانت مدركة للمعلومات عن الجبهة الإسلامية إلا إنها لم تكن أخذة لها بجدية.
لذا فان الخوض في قضايا الخطاب السياسي للجبهة الإسلامية لابد له من الخوض والإحاطة بتفصيلات العلاقة بين السيد المدرسي والجبهة الإسلامية" إذ لعل واحدة من مقومات القوة التي امتازت بها الجبهة الإسلامية وحققت نفوذا واسعا لدي الشارع السياسي في المجتمع السياسي البحراني هي تلك العلاقة بينها وبين السيد المدرسي مما اكسبها أصالة في البعد التنظيمي والحركي التأسيسي او البعد الخطابي المفاهيمي ".

لماذا جاء المدرسي إلى البحرين؟
ان هناك بعض النقاط في مسيرة السيد المدرسي التحدث عنها يؤسس فهم العلاقة بينه وبين الجبهة فلأي غرض قرر المدرسي الاستقرار في البحرين وكيف كانت علاقته مع النظام الحاكم ليظهر على الشاشة التلفزيونية منذ 1973.

لقد حصل السيد المدرسي على الجنسية البحرانية في وقت قصير جدا وكانت علاقته مع ولي العهد آنذاك الشيخ حمد بن عيسى و وزير الإعلام طارق المؤيد علاقة قوية يشار إليها بالبنان، مع العلم أن المدرسي يمتلك تاريخا جهاديا آخره ما قام به في لبنان لمحاولة إنقاذ خاله السيد حسن الشيرازي من حكم الإعدام الذي صدر في حقه في العام 1969 ومن جهة أخرى فهو حفيد السيد حسن الشيرازي الذي اصدر فتواه المشهورة ضد الاحتكار البريطاني لصناعة التبغ في إيران ,والميرزا محمد تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين وفتواه بوجوب الجهاد ضد الإنجليز في العراق 1920جده أيضا .

في ضوء كثير من الأمور والقضايا خصوصا متابعة ساحة المجتمع العراقي وتدشين الوعي الإسلامي الحركي في مجال الدعوة في قطاعات واسعة ومختلفة يجعل من رحلة السيد المدرسي إلى البحرين رحلة تحمل في طياتها مشروع عمل يتعدى مجال الدعوة والإرشاد وهي مجالات العمل الخطابي لعلماء الدين أو خطباء المنبر الحسيني ,وللتوصل إلى إتمام هذا المشروع كانت حركات السيد المدرسي تسعي لتوفير الأغطية المناسبة لانجاح مشروعه الذي لم يكن مشروعا خاصا بالبحرين فقط بل انه كان توجها عالميا.


وكانت نقطة القوة في عمل السيد المدرسي هي قدرته على فصل واقع العراق المثوَر والهائج سياسيا وبين واقع ساحة البحرين التي وان كانت تعج بالأحداث السياسية الملتهبة وتعيش ذروة العمل السياسي لكنها لم تكن في حال من الأحوال في مستوى ساحة العراق ,وتضمن هذا الفصل فصل بين انتماء السيد المدرسي للعراق وشؤونه وبين أرضية العمل الجديدة وهذه الاستراتيجية جعلت من أسس العمل الحركي قائمة على وضعية التشخيص المنفصل التي مارسها خاله السيد محمد الشيرازي عند قدومه الى الكويت بعد صدور حكم الإعدام في حقه في العراق فقد اختط سياسية الفصل ذاتها ولم يمارس المعارضة ضد النظام العراق من ارض الكويت لدرجة انه لم يكن يلتقي مع السيد تقي المدرسي شقيق السيد هادي المدرسي والذي كان مسؤولا عن شؤون العراق السياسية وكما توجه السيد الشيرازي الى بناء البنى التحتية للعمل الثقافي والسياسي المختص بالكويت فان السيد المدرسي خضع لنفس هذه السياسية أيضا ,ان هذا التشابه لا يمكن ان يكون إلا صادرا عن وجود رؤية حركية يبدو إنها كانت محل اتفاق بين هذه الشخصيات وفي نفس الوقت فان الاستمرار في تتبع استراتيجية السيد المدرسي للمشروع المبطن لعلها تكشف عن طبيعة التحركات التي كان يقوم بها ومن دون ان يطرح قضايا المشروع الحقيقية ,فطوال الفترة التي كرس السيد المدرسي فيها وجوده في البحرين كان معروفا عنه النشاط في الدعوة إلى مرجعية السيد محمد الشيرازي -ولعل من اللطيف ذكره هنا ان حادثة تتعلق بهذا الهم كانت سببا في تقليل الوجاهة التي تمتع بها السيد المدرسي أفرزت نوعا من التقسيم الفكري في المجتمع السياسي /الفكري في البحرين ,فبعد وفاة السيد الحكيم طرحت مرجعية السيد الشاهرودي إلا انه توفي بعد مدة قصيرة فقررت جمعية التوعية إقامة مجلس عزاء على روحه في مأتم الإيرانيين على إعتبار كون السيد الشاهرودي إيرانيا وصادف في يوم المهرجان ان قدم السيد طالب الرفاعي وهو أحد العلماء العراقيين والذين لهم علاقات قوية مع بعض المراجع في النجف وطلب ان تكون له كلمة قصيرة يتكلم فيها عن حياة السيد الشاهرودي وعن حياة المراجع فوافق مقيمو الحفل على ذلك وكان السيد الرفاعي شديد اللهجة فتكلم عن المرجعية الشيعية ودورها وضرورة اللجوء إلى الكفوءة منها ثم انه اخذ يتكلم بوجه سلبي على مرجعية السيد محمد الشيرازي وانتقد بكلام لاذع الصور والمنشورات التي كانت توزع في المنامة وقرب مأتم العجم ودعا إلى الوقوف بوجه الدعوة إلى تقليده .لقد أحرج السيد الرفاعي أعضاء جمعية التوعية الإسلامية التي لم تكن تعلم بهذه النهاية .وحدث نزاع بين السيد المدرسي والجماعة المحيطة به والمنتمين لمرجعية السيد الشيرازي وما بين جمعية التوعية الإسلامية وعلى اثر هذه الحادثة حدثت قطيعة ونوع من الخصام بين كلا الطرفين.


المدرسي والعنف السياسي
وفي الواقع فان السيد المدرسي لم يخرج عن خط العنف الثوري كأداة للعمل السياسي لكنه في نفس الوقت كان يدرك ان العنف السياسي والاجتماعي بهيكله ومحتواه وأشكاله ومنهاج مظاهره ليس أمرا متحجرا ثابتا بل هو موضع تطور سياسي عادي .
فالعنصر السياسي ما زال عنصرا متغيرا حسب ميزان القوى ولم يصل لحد التوحد مع العقائدي أو الثقافي أو لم يصل لحد التفاضح مع الهوية .لقد ساعد المدرسي في ذلك بعض السمات التي أمتاز بها مثل قوته الخطابية وتوقد ذكائه وسعة اطلاعه وتعمقه في شؤون الفكر الإسلامي والفكر الأخر الغربي فضلا عن سمات القيادة البارزة عليه وعلى عمله ,فكان وصوله إلى البحرين يمثل دفعة لنشر نشاط ديني تنظيمي سياسي وكذلك الأيديولوجي عبر المنابر الدينية أو الصحافة أو الكتيبات الدينية بما فيها كتيبات السيد المدرسي نفسه (مجلة الفجر ع.70ص12)لكنه عمل لا يثير سخط السلطة السياسية لما اتسمت به حركته من هدوء وعدم تصعيد الدخول في صراع مكشوف مع السلطة السياسية .

بداية علاقات المدرسي التنظيمية
تبدأ علاقة السيد المدرسي بالحركة التنظيمية في البحرين منذ سنة 1967حيث التقي السيد محمد العلوي بالسيد محمد الشيرازي في كربلاء في حسينية تابعة للجالية البحرانية هناك وتباحثا حول الوضع في البحرين ومن ثم اتفقا على ضرورة العمل الحركي السياسي الإسلامي وكان السيد الشيرازي متوجها بقوة ناحية العمل السياسي وفي نفس الوقت اختير السيد هادي المدرسي كمبعوث لهذه المهمة .انطلق السيد هادي الى عجمان ومنها استطاع الحصول على الجنسية منها وفي عام 1969 توجه الى البحرين ونزل ضيفا على السيد محمد العلوي الذي عرفه بالسيد محمود العلوي وزير المالية ومؤسس بنك البحرين الوطني ومنه تعرف السيد المدرسي على رجالات الدولة وكون علاقة قوية مع الشيخ حمد بن عيسى و أهدى إليه كتابه نهج الكفاح الذي يتضمن رؤية عسكرية من خلال نهج البلاغة الأمر الذي جعل من الشيخ حمد ان يعتبر السيد المدرسي مستشارا إليه في شؤون الدفاع التي كانت في طور التأسيس حتى اصبح السيد المدرسي بمثابة المرشد الديني داخل صفوف قوة دفاع البحرين.لقد وجد السيد المدرسي البحرين لقمة سائغة للانقلاب العسكري وكون له فكرة السيطرة على الجيش والقيام بالانقلاب العسكري إلا ان هذا الهم واجه صعوبات حقيقة جعلت منه ينسحب تكتيكيا من قوة الدفاع.

المدرسي واعتزال خط الدولة
لقد كان دخول السيد المدرسي في نطاق الدولة يفرز حساسية واستياء من قبل جماعة حزب الدعوة لكونه وافدا على البحرين إلا ان السيد المدرسي وبعد انعزاله عن خط الدولة بعد 1973 توجه الى القطاع الجماهيري الذي وجده مرتعا ومحتاجا الى عمل تنظيمي واسع خصوصا مع محنة المثقف التي عانى منها الواقع البحراني في السبعينات إلا انه لم يقطع صلاته نهائيا بالدولة فكانت محاضراته مستمرة في تلفزيون البحرين.وقبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبسبب معلومات تلقتها سفارة إيران في البحرين عن تحركات السيد هادي المدرسي السرية وضع تحت المراقبة مما أعاق حركته بعض الشيء إلا انه ومع انتصار الثورة تبدلت حركية السيد المدرسي و أعلن تأيده للثورة الإسلامية مفارقا بذلك جماعة حزب الدعوة التي ظلت متحيرة في أمرها.
واخذ السيد المدرسي موقعا قياديا في جهاز الإعلام للثورة وبدأ يعطي تصريحات سياسية بل انه كان المشرف على عملية الاستفتاء على الجمهورية الإسلامية في السفارة الإيرانية في البحرين .

المدرسي معتقلا ومُبعداً
وبسبب المخاوف من احتلال إيراني للبحرين اعتقل السيد المدرسي لمدة يوم وابعد الى الإمارات بعد ان تلقت حكومة البحرين تهديدات حقيقية من قبل المنتظري .توجه السيد المدرسي في دبي الى مسجد الإمام علي واستقبلته الجالية الشيعية هناك وفي نفس هذه الفترة كان السيد المدرسي مطاردا من قبل السفارة العراقية حيث دبرت له عملية اختطاف من المسجد تحركت على أثره جماعة السيد المدرسي ففي دبي وحدثت اتصالات مع إيران وتدخل ياسر عرفات للإفراج عن السيد المدرسي ومنع توصيله للعراق واصبح السيد المدرسي بعد هذه الحداثة شخصية محببة الى القطاع الإيراني والجماهيري العام خصوصا مع الخدمات التي قدمها للشهيد بهشتي وتوريد طلبة السيد الإمام الخميني الى أوربا .

المدرسي وخطة الانقلاب
ومن هنا تبدأ مسيرة جديدة للسيد المدرسي حيث وجد المدرسي إمكانيات ضخمة تحت يديه ووجد نفسه مسؤولا عن تحرير البحرين وبحكم صلاته بالثورة الإسلامية فكر في استنساخ النموذج الإيراني في البحرين وفكر بالانقلاب الجماهيري فيها فجمع معلوماته ووظف خبرته ودرس ميزان القوى العسكري وفي غضون ستة اشهر تقريبا حصل على معلومات تعتبر كافية للانقلاب واخذ في رسم خطة عسكرية لتحقيق الهدف .واستفاد من العمل التنظيمي الذي باشره في الصندوق الحسيني أرسل أفراد الخط التنظيمي السري الى سوريا للتدريب واخضعوا الى دورة متكاملة خصوصا الشق العسكري لمدة ستة اشهر وبعمل مكثف لرتبة ضباط وأرسل الخط الجماهيري الى إيران للتدريب أيضا واستغنى السيد المدرسي عن الكادر الإيراني للتدريب الجنود البحرانيين وتمت عملية التدريب تجرى بشكلها السريع والمتقن حتى تم الاتفاق على التنفيذ وعرف ما يسمى بمحاولة الانقلاب 1981

لماذا اختار المدرسي البحرين؟
ان اختيار السيد المدرسي للبحرين يأتي في ظل توفرها على القاعدة المناسبة لاتمام المشروع السياسي وبعبارة أدق توفر القاعدة العقيدية إذ تشكل الطائفة الشيعية اكثر من 70%كذلك فان نضج الحركة الإسلامية والسياسية والسبب الأكثر أهمية ان البحرين إلى ما قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران كانت تشكل بؤرة سياسية تستقطب العمل السياسي لكافة الجهات ساعدها على ذلك ارثها التاريخي المليء بالمعارضة والتحرك السياسي وما عرف عن أبنائها ولعهم الشديد بالسياسية والعمل السياسي .وعليه فقد كانت البحرين هي الأكثر بروزا بين حاضرات الخليج العربي وهي البيئة الأكثر توافقا لتدشين المشروع السياسي الذي جاء به السيد المدرسي على هذا المجيء لم تخطيطا بعيدا عن أقطاب الحركة الإسلامية في البحرين فقد كانت هناك علاقات حميمة بين بعض البحرانيين الدراسيين في العراق وما بين حركة الطلائع الرساليين المؤسسة 1967 وكانت هناك جلسات عمل تتم بين هؤلاء البحارنة وبين أعضاء حركة الطلائع "فالحركة الرسالية كانت تضم بالإضافة إلى العراقيين عناصر من الجزيرة العربية والبحرين والكويت وبعض دول الخليج الأخرى وإيران (رؤوف ص252)ومن جانب أخر فمنذ أواخر الستينات بدأت تتوالى دفعات من الشباب المؤمن على مدينة النجف وبشكل منتظم وبدأت تنصهر وتتفاعل مع الأجواء العلمية والسياسية والفكرية والحركية التي كان يموج بها العراق بشكل عام والمدن المقدسة بشكل خاص وفي هذه الفترة بالذات بدأت تطرح على الساحة اطروحات "الحركية والحزبية الإسلامية تظهر وتطرح نفسها بقوة على الساحة (حسين ص39).

لقد كان المشروع يتطلب استراتيجية وحنكة سياسية قادرة على إنجاحه بالشكل التام حتى ولو تأخر سنوات عديدة وبعبارة أدق ان العمل السري هو السياسية التي كانت متبعة مما عزز مجالات التفاعل والعمل مع كافة فصائل الحركة الإسلامية "جمعية التوعية الإسلامية /الصندوق الحسيني "فطوال فترة بقاء السيد المدرسي في البحرين لم يكن يطرح فكره السياسي الخاص بحركة الطلائع الرساليين وعلى الأخص فيما يتعلق بإشكالية تكوين الأحزاب وشرعيتها الشرعية والعملية وهي مسألة تناولها السيد حسن الشيرازي في كتابه كلمة الإسلام أكد فيه على ضرورة ربط الجماهير بالمرجعية والعلماء وتوصل فيه أيضا إلى عدم شرعية الأحزاب من وجهة إسلامية وان الشرعية منحصرة في ولاية الفقيه .ان الدخول في مثل هذه القضايا لم يكن مناسبا مع الأجواء البحرانية من جهة وهو جهد يقع في المرحلة الثانية في الفكر السياسي الحركي من جهة أخرى فقد سعى المدرسي إلى بناء مرحلة القاعدة في أجواء كانت مليئة بالتحديات والصعوبات .مستفيدا من تجربة مجاهدي خلق الإيرانية القائمة على تربية شخصيات تربية عقائدية وسياسية وروحية لمدة سنوات وكانت للسيد المدرسي تجربة في هذا المضمار مع الشيخ محمد منتظري في لبنان .فشجع السيد المدرسي الصندوق الحسيني وجعل منه بوابة لاختيار تلك الشخصيات وتربيتها تربية شمولية. فعلى الرغم من تجذر الحالة الإسلامية في البحرين إلا إنها في تلك الفترة كانت الجماهير معرضة للاستقطاب السياسي اليساري مما أدى إلى خلق حالات من التصادم بين المبشرين باليسار وما بين الداعين إلى الحالة الإسلامية وكان على الإسلاميين المضي في مواجهة المد الشيوعي واليساري والشروع في البناء التحتي للقاعدة الإسلامية المعتمدة على التأكيد على الهوية الإسلامية والهوية الشيعية أيضا .
ان فهم الدور التغيري الذي مارسه السيد المدرسي يمكننا فهمه من خلال استعراض النهج التغيري الذي كان يراه المدرسي والذي كان يراه في الصحوة الإسلامية المتمثلة في العودة إلى الذات والتماس الحلول من التراث والحضارة والثقافة الأصيلة من دون أي رفض للتراث الإنساني المعاصر ويحدد السيد المدرسي مراحل الصحوة الإسلامية كالآتي :
1- مرحلة الوعي بالذات وفهم الدين والمعتقدات
2- مرحلة الالتزام الشخصي والذي تمثل في الالتزام بالشكليات كالحجاب وصلاة الجماعة وحضور المحاضرات الدينية والتشديد على إحياء الشعائر الحسينية .
3- مرحلة العمل الاجتماعي المتمثل في الارتباط العقائدي والالتزام العائلي والعطاء الإنساني .
4- مرحلة العمل السياسي وخوض عملية الصراع مع القوى المعاصرة .(حمادة ص 223)
ومن جهة أخرى رافقت هذا المنهج التغيري محاور عمل أساسية لتطبيق المنهج ومن ضمن هذه المحاور :
1-توفير المنهج الفكري الإسلامي :وهو مجال يتعرض لعرض الفكر الإسلامي ومقارنته مع الفكر المضاد بهدف إعادة الثقة في الإسلام بعد موجات الانهزام المتلاحقة في العالم الإسلامي خصوصا بعد سقوط الخلافة العثمانية 1924وبالتالي بلورة بعض المفاهيم والاطروحات الفكرية النظرية في الإسلام .
2-تحريك الساحة عبر العلماء من خلال الزيارات المكثفة وبصورة منتظمة إلى العلماء وحث المجتمع على ضرورة الارتباط برجال الدين لأنهم هم المؤهلين لاتمام عملية التغير وهم المعرضون إلى كافة الضربات والاتهامات ,ان وضعية رجل الدين في الفكر الشيعي البحراني تختلف عما هي عليه في الفكر السني وهذا الفارق يمكن فهمه من خلال ما طرحه الخوري أي تفسير الأمور الدينية وارتباط هذا التفسير برجال الدين والثاني بروز قضاة الشيعة والملائية بشكل طوعي على أساس الدعم الشعبي لا بشكل وظيفي على أساس التعيين الرسمي (الخوري ص110)ذلك لم يكن قضاة الشيعة موظفين رسميين خاضعين لتنظيم هرمي متسلسل بل كانوا قياديين خرجوا من صفوف الشعب (نفسه ص128)وهدفية هذا المحور لم تكن تخرج عن إطار تركيز المرجعية الدينية بالدرجة الأولى والسعي نحو تكوين سلطة جديدة وشرعية قوية لتحركات رجال الدين في المجتمع السياسي البحراني فقد كان السيد المدرسي يرسل بعض الوفود إلى الإمام الخميني في النجف وباريس لمساعدته في مختلف الأعمال السياسية كما كان وعبر الكوادر المعتمدين يساهم في نشر ونقل ما يريده الإمام الخميني إلى داخل إيران (الرسالية 67, 33/1988).
3- التثقيف السياسي ومواجهة السلطات . ان الفكر السياسي الاستراتيجي الذي عمل فيه السيد المدرسي يتركز في ضرورة بناء طليعة مؤمنة منتظمة تتحرك نحو تحقيق الدولة الإسلامية من خلال صنع وتربية تيار ثوري مناهض للواقع المتخلف (الرسالية ,نفسه ص29)وكان منزله في البحرين قبل انتصار الثورة ملاذا للثوار الإيرانيين ولخطورة هذا المحور فان سياسة السيد المدرسي كانت تتطلب قدرا كبرا من الذكاء والحذر والفطنة ومن هنا نلحظ سرية العمل السياسي الذي هو ركيزة المشروع الذي جاء به المدرسي فعمد إلى عقد صلات وثيقة مع بعض المسؤولين الحكوميين في وقت كان فيه النظام السياسي يسعى إلى تطهير صورته وتحسينها وإظهارها بالمظهر الديني لمقاومة المد السياسي اليساري الساعي إلى إسقاطه ومحاولة امتصاص الغضب الإسلامي وعقد تحالف معه لحين من الزمن ولعل النظام الحاكم كان يرى في السيد المدرسي ذلك الطعم الذي يستخدمه لتنفيذ خطته وفي نفس الوقت كان السيد المدرسي يراها فرصة لتحقيق مقاومته للفكر المضاد عبر استخدامه وسائل الأعلام وتثبيت مكانته في الوسط الاجتماعي العام وفي مكونات النظام السياسي أيضا للتغطية على عمله السياسي السري.

وفي الواقع كانت الحياة الإسلامية تعيش الوحدة في الهدف والاستراتيجية معا فسياسية المرحلية كانت هي الجامع لكل من جمعية التوعية الإسلامية /الصندوق الحسيني ومن الصعب ملاحظة الفوارق بين أساليب كلا منها ومعه يمكن القول ان الذهاب إلى تميز خط الصندوق الحسيني -الذي سيشكل الجبهة الإسلامية -في مظاهره العامة هو قول يفتقد إلى الدقة المنهجية والتاريخية معا بل إننا نجد ان سياسية حرق المراحل التي كانت حركة الطلائع الرساليين تعمل على ضوئها لم تمارس إلا بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران 1979وقد انخرطت كل الفصائل الإسلامية في البحرين في العمل على أساسها وقبل ذلك يمكن التميز ببعض الفوارق التي تمتد الى مجالات العمل بالدرجة الأولى إذ بدأ الصندوق الحسيني /الاجتماعي يصعد من الشعارات السياسية الداعية لمقاومة الظلم ولعل هذا التصعيد من قبل الصندوق راجع إلى اهتمامه الخاص بالشعائر الحسينية ومحاولة توصيل الفهم الحقيقي الثوري للكتلة الجماهيرية وهذا التصعيد لابد له من ان يكون متوافقا مع بعض الأحداث التي مر بها المجتمع السياسي في البحرين وهي صورة كانت ظاهرة إلى منتصف السبعينات وتعكس مدى التصارع السياسي والفكري الذي أخذت فيه الصحوة الإسلامية تدشن فيها نفسها ففي العام 1974 برز تنظيم ذو روحية إسلامية ثورية تحت اسم (منظمة الكفاح الثوري) وقام بتوزيع عدة مناشير ثورية لكنه كان يفتقد إلى الأيديولوجية الإسلامية الناضجة (حسين ص50)وشهود المجتمع السياسي لمثل هذا التنظيم يعكس مدى الجرعات الثورية التي يتغذى بها المجتمع مما جعل منهم يتعجلون الإعلان عن واقعهم وبروز هذا التنظيم تأتي في سياق عدة متغيرات في الوضع الإقليمي الإسلامي منها إعدام النظام العراقي لأربعة من أعضاء حزب الدعوة الإسلامية في العراق وانشقاق حركة جند الإمام عن حزب الدعوة وفي هذه السنوات أيضا كانت محاضرات السيد الإمام الخميني قد انتشرت وهي محاضرات كانت تدعو إلى قيام الدولة الإسلامية ومحاربة الطاغوت وكافة أشكال الدول والحكومات غير الشرعية ,ان هذه المؤثرات ما من شك إنها تؤسس وعيا مغايرا للوعي السائد أو لنقل إنها تحرك كوامن كثيرة هي معطلة لفترة من الزمن .

وفي الشق المحلي فعلى الرغم من وجود المجلس الوطني وأجواء الحريات النسبية إلا ان كل ذلك لم يكن يحقق حلم المواطن البحراني عن الديمقراطية ففي العام 1974 قامت الحكومة بإلقاء القبض على مجموعة من الشباب تحت تهمة زعزعة أمن الدولة وقامت بإبداعهم السجن دون محاكمات وكانت هذه بداية التطبيق الفعلي لقانون أمن الدولة,وفي نفس الوقت فان نشاط الكتلة الدينية في المجلس الوطني اخذ في التزايد و أظهرت نفسها بقوة الفعل والتنظيم السياسي اكثر من كتلة الشعب التي كانت وليدة وربيبة السياسية وصاحبة مشروع تغيري متعدد الأوجه وهو ما كانت تفتقده الكتلة الدينية .
ان هذه الأمور ساعدت بلا شك على بروز هذا التنظيم السياسي الثوري ولا نجد مانعا ان يكون إبراز هذا التنظيم هو بمثابة اختبار إرادة واختبار قوة من قبل الصف الإسلامي للحكومة والتعرف على ردات الفعل المتوقعة على الصف الإسلامي,خصوصا مع توفر فريق من الإسلاميين يرون سياسية حرق المراحل.
وعودة على السيد المدرسي فان السنوات القليلة بعد قدومه الى البحرين كشفت عن معالم ذلك المشروع الذي تمثل في السعي لتنظيم الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين عبر الارتباط بحركة الطلائع الرساليين في العراق التي أخضعت نفسها لقراءات المرجع الديني المشهور السيد محمد الشيرازي الذي بدأ بقراءة سياسية للتراث الديني والشيعي بوجه خاص وكانت تلك القراءة الموجهة تصدر عن رؤية ثورية تقوم على أساس اسلمة المجتمع عبر الدولة الإسلامية ان هذه القراءات أثمرت في صدور طائفة من الكتابات الموجهة والنشريات الخاصة التي تندرج ضمن رؤية الحركة العامة لواقع الأمة الحضاري مما أدى إلى حيازة هذه الحركة على أطروحة الدولة الإسلامية متمثلة في ولاية الفقيه (ابراهيم ص358) ان هذه القراءة السياسية الإسلامية تأتى في سياق غياب مثل هذه القراءات للفكر الإسلامي وفي نفس الوقت رغبة الجماهير لممارسة العمل السياسي على الطريقة الإسلامية ورغبتها في اعتزال الطريقة اليسارية خصوصا بعد 1967 ولم يكن هناك من بديل سوى حركة الإمام الخميني وهي حركة لم تكن على تواصل مع كثير من الأقطار الإسلامية التي أخضعت نفسها لقراءة تجارب الإخوان المسلمين او حزب الدعوة ولذا فان قراءة السيد الشيرازي السياسية قد أعطت البديل وسدت النقص في المجتمع السياسي البحراني وهو ما سبب انتشارا واسعا لعدد المقلدين للسيد الشيرازي رغم معارضة بعض من مراجع النجف الأشرف آنذاك لطرح مرجعيته لكنه وبخطى ثابتة ودعم من قبل مؤيديه استطاع ان يكون له جهاز مرجعي شامل من الناحية السياسية والفكرية والحركية،ولم يكن السيد المدرسي بعيدا عن هذا الخط الذي عمل على تأصيله وسط المجتمع البحراني

هذا ما استطعت مرعرفته عن سماحة السيد
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لكي لا ننسى ذرر السيد هادي المدرسي . محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-26-2012 11:30 PM
لكي لا ننسى ذرر السيد هادي المدرسي . محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-26-2012 11:10 PM
السيد هادي المدرسي يرد يقوة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-19-2011 08:51 AM
العبور للحسين - هادي المدرسي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-23-2009 08:30 PM
آية الله السيد هادي المدرسي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-20-2009 04:30 AM


الساعة الآن 05:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML