إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


اخبار محلية و عالمية اخبار الصحف , اخبار محليه , اخبار عالميه ,

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-13-2012, 11:20 AM
الصورة الرمزية دلــــــــوعة الامارات
مشرفة
بيانات دلــــــــوعة الامارات
 رقم العضوية : 31508
 تاريخ التسجيل : May 2008
الجنس :
علم الدوله :
 المشاركات : 2,776
عدد الـنقاط :14391
 تقييم المستوى : 113

الخدم في بيوتنا قنابل موقوتة يجب ألاّ تنفجر

أبوظبي - هالة العسلي:




مسلسل جرائم الخدم سيناريو قديم دائم التجدد، تناثرت حلقاته في الآونة الأخيرة وطرحت بقوة في مختلف المؤسسات والجهات المعنية، باحثة عن النهاية لتلك القصص الدرامية التي لعب أبطالها دوراً بارزاً في عالم الجريمة، ووقع ضحيتها أشخاص أبرياء لا حول لهم ولا قوة .

جرائم الخدم تعددت وتنوعت، القتل على رأس القائمة، إلى تعذيب الأطفال ومن الضرب إلى الصراخ والتهديد، والتحرش، وقسوة المعاملة، والعنف، والسحر، ثم الجرائم الأخرى الأقل وطأة كالسرقة وخيانة الأمانة، والإهمال والإتلاف، والهروب، استغلال المنزل وإدخال الغرباء بدافع الزنا تتصاعد جرائم الخدم وترتفع نسبها يوماً بعد يوم، صارخة أن نبحث لها عن حلول ناجعة .

الخادمات هاربات من الفقر، وغياب فرص التعليم والوظائف المجدية، يبحثن عن لقمة العيش بعيداً عن أوطانهن، يدخلن إلى منازلنا وتحديداً في أيامهن الأولى، وهن مثقلات بالهموم والحزن لفراقهن أبناءهن وأزواجهن، لتجد الواحدة منهن نفسها جزءاً من المظاهر الكمالية التي يتمتع بها أفراد الأسرة .

أطفال يحظون بكامل حقوقهم من التعليم واللعب والرعاية الصحية، الاستقرار الأسري والنفسي بين أفراد العائلة، وإلى توفر القدرة المادية في المنزل والسيارات، والملابس، والمأكولات وغيرها، أمور افتقدتها بنسب كبيرة في موطنها وبين أفراد أسرتها، وتبدأ الخادمة بمقارنة نفسها مع الآخرين، لتجد أنها هي الأقل حظاً بينهم .

تراكمات اجتماعية سلبية، ومشاعر دفينة تحملها الخادمات بين طيات، تبدأ من ملاحظات أبدتها ربة المنزل على جودة أدائها، ثم سلسلة من التجاوزات والتصرفات غير المقبولة من الخادمة، مرفوضة تماماً في مجتمعاتنا، تحمل ربة الأسرة إلى التنبيه، ثم التحذير، يليها التهديد بإنهاء خدماتها، ربما كانت نتيجتها الحتمية هي أن تقدم الخادمة على ارتكاب جريمة رداً لاعتبارها، وتعويضاً عن كرامتها التي أهدرت من كثرة التوبيخ والتهديد .

تعددت مشاهد جرائم الخدم وغابت الحقيقة بين الجاني والمجني عليه، وتنوعت أدوات الجريمة وأساليبها، وعكست سوداوية واقع الخدم، وينقل لسان واقع المجتمع جرائم حية مازال أثرها يلامس مشاعرنا ويهدد منازلنا، ويستهدف أطفالاً أبرياء لم يكن لهم باع في قضايا وجرائم الخدم والخادمات .

خادمة تضع مسحوق غسيل في حليب طفل رضيع لتنتقم من والدته، وتتسبب له في حالة إعياء والتهابات معوية حادة، وأخرى تستغل فترة غياب مخدومتها وتضع طفلهم في الثلاجه لمدة ساعات يوميا، وفي جرائم أخرى هناك خادمات يتعمدن حرق الأطفال لدرجة أن إحداهن وضعت طفلاً رضيعاً في الفرن ليحرق حتى الموت .

قصص واقعية يصعب على العقل إدراكها، خادمات تجردن من كافة المشاعر الإنسانية، لتجد خادمة تغمس الدبابيس في رأس طفل رضيع لم يتجاوز ثلاثة أشهر، ومدبرات منزل لجأن إلى كافة أساليب الدجل والشعوذة ومعتقدات سائدة في بلادهن، حيث اعتادت احداهن على وضع قطرات من بولها في طعام وشراب العائلة التي تخدم لديها .

نضطر لغير القانونية

“الخليج”رصدت آراء ربات البيوت والسيدات العاملات اللواتي اعتدن على الخادمات في تدبير شؤون المنزل وشؤون أطفالهن، للكشف عن الدوافع والأسباب التي تحمل الخادمة على ارتكاب هذه الجرائم .

تقول عفراء الفلاسي أستمر بحثي عن خادمة جيدة لسنوات، وفي كل مرة كنت أضطر للانتظار لأكثر من 60 يوماً لإتمام إجراءات استقدام الخادمة الجديدة، الأمر الذي كان يحتم عليها استخدام خادمة غير قانونية، من هاربات من كفلائهن، على الرغم من غياب قناعتي التامة بهن إلا أنني كنت مضطرة لذلك في ظل وجود الأطفال، والتزامي بالوظيفة، مع دخول كل خادمة إلى منزلي كانت تحدث لي قصة مختلفة تمكني من اكتشاف نواياها السيئة قبل أن يقع الفأس في الرأس .

أصرت إحداهن على تقاضي راتباً شهرياً يقدر بحوالي 1500 درهم، ونظراً لحاجتي لها وافقت على هذا المبلغ، مكثت في بيتي أسبوعاً وكادت أن تحوله إلى جحيم، أصبحت أكثر تعلقاً بأبنائي الصبيان من البنات، وتلازمهم في كل تحركاتهم، ورفضت الإلتزام بزي الخدم، وأصرت على لبس ملابس غير محتشمة، لم تفارق هاتفها النقال لحظة، على الرغم من ملاحظتي الكثيرة، وكانت تختفي من المنزل لمدة ساعات وتعود وكأن شيئاً لم يحدث، وفي نهاية الأمر اكتشفت أنها تحرض الخادمات الأخريات في الحي ولدى الأقارب على ممارسة الزنا، حيث كانت تعرض عليهن صوراً إباحية، وتمنحهن أرقام هواتف للتواصل مع الراغبين بذلك، ومع خادمة أخرى تتصرف كرجال وترتدي ملابس رجالية، وتتعمد التحدث بصوت خشن وعالٍ، وبعدها اتضح لي أنها شاذة، وتمارس الجنس مع خادمات أخريات .

سلبيات

وأشارت صفية السويدي، إلى سلبيات الخدم التي تبرز بشكل واضح، في حال تركت لهن الأمور على الغارب: ربة المنزل في العمل حتى منتصف النهار، والخادمات يسرحن ويمرحن في المنزل ومع الأبناء بلا رقيب ولا حسيب، وكما يقول المثل الشعبي المتعارف علية “المال السائب يعلم السرقة”ليس فقط على مستوى سرقة الأموال، وإنما على سبيل المثال إدخال الغرباء إلى المنزل، وقد يصل الحال إلى التحرش في الأطفال وغيرها من أمور غير مقبولة .

وأكدت عبير حسن على استمرار مشاكل الخدم التي تبدأ بالظهور من خلال ممارسات سلبية بسيطة كالسرقة وخيانة الأمانة، في حال تغاضى أصحاب المنزل عن هذه السلبيات، تتمادى الخادمات إلى أن تصل إلى جرائم تهدد أمن المجتمع، ومع خبرتي الطويلة ووجود الخادمات المستمر في منزلي، أحرص على اختبارهن بوضع مبلغ من النقود في مكان ما لأكتشف مدى أمانتها، وللأسف لم تنجح هذه الوسيلة مع كل الخادمات، فمعظمهن يبدين حسن النية في بداية الأمر، ثم تنقلب أحوالهن مع مرور الوقت حيث اكتشفت أن خادمتي الأخيرة تسرق مقتنيات المنزل من منظفات، وأطعمة معلبة، وبعضاً من ملابسي وملابس أبنائي، وترسلها خلال غيابي عن المنزل إلى بلادها عن طريق الشحن، بمجرد إدراكي للأمر أنهيت خدماتها على الفور .

ومن جانبها أكدت مريم عبد الله القبيسي على ضرورة مراقبة كافة تصرفات الخادمات في المنزل، والبحث في أي من التصرفات غير المقبولة أو المشكوك بها، فالخادمات قنبلة موقوتة في المنزل لا بد من متابعتهن، واستخدامهن فقط في الأعمال المنزلية، وعدم منحهن فرصة للتواصل المباشر والمستمر مع الأبناء .

خادمة: أنا التي أختار

من جانبها تقول الخادمة خديجة حسن من الجنسية الأثيوبية، تجيد العربية بطلاقة نظراً لكونها تعمل في الدولة لأكثر من 12 سنة: تعاقدت أنا وكفيل على أن يؤمن لي الإقامة لمدة ثلاث سنوات مقابل 15 ألف درهم، على أن يسمح لي أن أعمل خلال السنوات الثلاث في المكان الذي يروق لي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل كخادمة غير قانونية براتب يبلغ أضعاف الراتب الذي كنت أتقاضاه لدى كفيلي عندما كنت أعمل كخادمة قانونية، وكوني أعمل بهذه الطريقة فالأمر أصبح يسيراً بالنسبة لي، حيث أصبحت أنا من أختار العائلة التي أرغب بالعمل لديها وبراتب أعلى .

الخادمة إيميلي ميالي، خادمة لدى إحدى العائلات، مما لا شك فيه أن السبب الحقيقي الذي يدفع أي خادمة للقيام بفعل غير مقبول، هو رد الفعل للطريقة التي تتعامل الخادمة بها من قبل ربة المنزل أو أفراد العائلة، فمن خلال خبرتي كخادمة لمدة تتجاوز الخمس سنوات وعملي لدى أكثر من 5 أسر، هناك أسر تمتهن آدمية الخادمة، وتحويلها إلى آلة عليها أن تعمل ليلاً نهاراً، بغض النظر عن الحرمان من الطعام، والشراب، والمكان المناسب للنوم .

ومن العائلات التي كنت سأعمل لديها طلبت مني ربة المنزل أن أنام في الحمام، ناهيك عن الضرب والإهانة، وإلغاء الإجازات الأسبوعية، وتأجيل الرواتب وفي بعض الأحيان يتم خصم نصف الراتب في حال إتلاف أو تخريب أي من القطع المنزلية، بعض الخادمات يتحكمن بغضبهن، والبعض الآخر تقدم على ارتكاب جريمة في حق ربة المنزل أو أحب الأشخاص على قلبها مثل أبنائها .

الحضانات بديل مناسب

وقالت موزة الشومي مدير إدارة الطفل في وزارة الشؤون الاجتماعية لم تعد هناك حاجة لأن نترك أطفالنا بين يدي الخادمات مع الانتشار الملحوظ للحضانات الحكومية والخاصة المنتشرة داخل الدولة واعتمادها من قبل الأمهات العاملات ستقلص جرائم الخدم التي ترتكب في ظل غياب الأم عن المنزل في ساعات الدوام الطويلة، مشيرة إلى أنه من الصعب أن يتلاشى هذا القلق والخوف الذي ينتاب كافة الأمهات العاملات، من أمور عديدة، وأصبحت الخادمات يلجأن لها متذرعات بأسباب شخصية لا مبرر لها، أو لطبيعة الحياة التي كانت تعيشها في بلدها .

وأضافت تردنا بعض القصص عن خادمات يتحرشن بالأطفال، دون سن المدرسة، وفي بعض الحالات تروق هذه الأمور للطفل، ويصبح أكثر تعلقاً وحباً بالخادمة التي يمضي معها جل وقته وبعيداً عن مراقبة الأبوين والأم تحديداً، أو ما تقوم به بعض الخادمات من إعطاء الأطفال جرعات مكثفة من أدوية السعال التي تؤدي إلى النوم لساعات طويلة، لدرجة أن بعض الأطفال أدمنوا على هذه الأدوية، وترى الطفل في حالة من الانفعال وعدم الاتزان، ويكاد يكون لا يفارق الخادمة ليلاً نهاراً بحثاً عن هذا الدواء، ومما لا شك فيه دور الحضانات وتحديداً التي تكون في نفس الدائرة أو المؤسسة التي تعمل بها الأم، تلعب دوراً حاسماً في حل وتقليص دور الخادمات في تربية الأطفال من مخاطر عديدة قد يتعرض لها نتيجة إهمال الخادمة وغياب الأم .

شرطة الشارقة حذرت من تزايد مشكلاتهن

تعدد جنسيات وعادات الخادمات انعكس على الأسرة الإماراتية

الشارقة - عصام همام:

أكد العقيد سلطان عبد الله الخيال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بشرطة الشارقة أن مشكلة خادمات المنازل تعد من المشكلات القديمة المتجددة حيث تعود جذورها إلى بداية الطفرة الاقتصادية التي شهدها مجتمعنا في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، والتي بدأ خلالها اعتماد الأسر على فئات العمالة المنزلية المختلفة كالخادمة والسائق والطباخ ومربية الأطفال الأجنبية التي بدت أول الأمر كمظهر من مظاهر التباهي والتفاخر الاجتماعي ثم تحولت مع تقدم الحياة الاجتماعية ومظاهر الرفاهية التي أصبحت تعيشها الأسرة المواطنة إلى عنصر أساسي من عناصر الحياة، بعد ذلك تزايد الاعتماد بصورة كبيرة على الخادمة والمربية التي تحل محل ربة المنزل في الاهتمام بشؤون الأسرة والمنزل ورعاية الأبناء خاصة بعد التحاق النساء بالعمل في مختلف الوظائف كضرورة من ضرورات التنمية والتقدم الاجتماعي .

وأشار العقيد الخيال إلى أن القيادة العامة لشرطة الشارقة حذرت كثيراً من الآثار والتداعيات السلبية لظاهرة الاعتماد على الخدم والمربيات وخطورتها على واقع الأسرة وانعكاساتها على تنشئة الأطفال ولغتهم وسلوكياتهم وعاداتهم، وبالفعل بدأت كثير من الأسر تعاني من تأثر أطفالها باللغات واللهجات والعادات الغريبة التي أصبحوا يكتسبونها من البيئة المحيطة بهم، ثم تطور الأمر إلى جرائم ترتكبها بعض هذه الفئات وخاصة الخادمات كالسرقة من مخدومهن والهروب من الكفيل للعمل في منزل آخر والاعتداء على الأطفال والتواصل مع الغرباء وإدخالهم إلى المنزل في غيبة أفراد الأسرة وغير ذلك من أنواع الجرائم التي أصبحت تتورط بها الخادمات .

ورغم الجهود التي بذلت في الحد من هذه الجرائم والمحاولات المتكررة لمعالجة ظاهرة هروب الخادمات إلا أن الظاهرة استمرت في التصاعد .

ولخص العقيد الخيال أسباب تزايد مشاكل الخادمات في عدة نقاط أهمها زيادة أعداد هذه الفئات بصورة كبيرة، وقدومهن من شتى بقاع العالم، وتعدد جنسيات وثقافات وعادات الخادمات، وانعكاس ذلك على واقع الأسرة والأبناء، وحاجة بعض الأسر المقيمة إلى تشغيل الخادمات دون أن يكون بامكانها استيفاء الشروط القانونية المتعلقة بذلك مع مغالاة بعض مكاتب جلب العمالة في رفع تكاليف جلب الخادمات مما أدى لظهور سوق سوداء للخادمات تتيح للخادمات الهاربات فرص العمل بنظام الساعات لدى بعض الأسر مقابل أجور مرتفعة تتجاوز بكثير ما يحصلن عليه من أجور لدى كفلائهن الأصليين مما يشجعهن على الهرب والعمل لدى غير الكفيل، إلى جانب ظهور أشخاص يقومون باستغلال الخادمات في جرائم الاتجار بالبشر من خلال إغراء الخادمات وتحريضهن على الهروب وإيوائهن واستغلالهن لحسابهم فيما يشبه الجريمة المنظمة .

ويزيد من المشكلة تردي الأوضاع الصحية للخادمات الهاربات نتيجة الظروف التي يعشنها بعد هروبهن وتكدسهن في مجموعات لا تتلقى أي نوع من أنواع الرعاية الصحية أو الاجتماعية، مما يجعل من هذه التجمعات بؤراً لتفشي الأمراض والأوبئة بين الخادمات أنفسهن، ومن ثم إلى من يقمن بخدمتهم ورعاية أطفالهم من الأسر .

فضلاً عن قيام البعض باستغلال الخادمات في جرائم السرقة من المنازل وتحريضهن على السرقة من الأسر والمنازل التي يعملن فيها بنظام الساعات، دون أن يكون لدى الأسرة أي معلومات عن هوية الخادمة أو معرفة اسمها الحقيقي، وموقع سكنها، وعدم توفر أي بيانات عنها مما يساعدها على الهرب والتخفي بعد ارتكاب جريمة السرقة ويعرقل الوصول إليها من قبل أجهزة البحث الجنائي، بالإضافة إلى وقوع العديد من الجرائم التي لا يتم الإبلاغ عنها نتيجة خوف الأسر التي تقوم بتشغيل الخادمات الهاربات من المساءلة القانونية والتعرض للعقوبات والغرامات المالية المفروضة على ذلك .

واختتم قوله بأن مشكلة الخادمات ما تزال بحاجة إلى الدراسة والتحليل وإيجاد الحلول المناسبة التي تحد من هذه الجرائم وتعمل على معالجة المشكلات المترتبة على هذه الأوضاع .

السرقات والحمل السفاح وأعمال السحر أبرز جرائم الخدم

دبي - نادية سلطان:

الاعتماد على الخدم، والعمالة الأجنبية والمربيات نتاج لتغيير أسلوب الحياة، والتطور الذي شهده مجتمع الإمارات على مدار السنوات الماضية، خاصة مع زيادة نسبة التعليم بين الإناث وتوجه المرأة بشكل عام إلى سوق العمل وبقوة .

ونتج عن هذا الاعتماد على المربيات والخدم، وتعدد جنسيات العاملين في هذا المجال وقدومهم من دول عدة وثقافات مختلفة إلى نشوء بعض المشكلات المجتمعية، والتي تنوعت ما بين ارتكاب جرائم، أو الهروب، أو ايذاء الأطفال، وهنا لا يمكن التعميم على أن كل الخدم متورطون، ولكنها فئات منهم هي التي تقوم بارتكاب هذه الأفعال .

ووفقاً للعقيد جمال الجلاف، نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون الإدارة والرقابة الجنائية، فإن مشكلة الخدم تكمن في تعدد جنسياتهم، واختلاطهم بغيرهم من العاملين في الدولة، وتورطهم في بعض البلاغات الجنائية مثل السرقات، وخيانة الأمانة، وهتك العرض، لافتاً إلى أن المعروف أن أماكن وجود الخدم الدائم هو المنازل، وبالتالي تكون أموال مخدوميهم تحت أعينهم، وكذلك العلاقات التي قد تنشأ بصورة غير مشروعة، مع سائقين، أو مزارعين، أو أي أشخاص آخرين داخل المنزل، أو في محيطه .

وقال إن الصعوبة تكمن هنا في تحديد المشكلة ومواجهتها، والحد منها يعتمد على ثقافة ومعرفة الكفيل بهذه الأمور، ومدى مراقبته للخدم، بينما يقتصر دور الأجهزة الشرطية على التوعية الأمنية للأسر بشكل عام، ومتابعة البلاغات الخاصة بجرائمهم .

في ازدياد

وأشار الجلاف إلى أن بلاغات جرائم الخدم في ازدياد منذ العام ،2008 حيث بلغت خلال عام 2011 نحو 1132 بلاغاً جنائياً، بينما كانت 955 بلاغاً جنائياً في عام ،2010 و453 بلاغاً في ،2009 و341 بلاغاً في 2008 .

ولفت إلى أن بلاغات الحوادث الجنائية المرتكبة من قبل الخدم خلال العام الجاري وحتى أول سبتمر/أيلول بلغت 747 بلاغاً، من بينها 38 بلاغاً خاصاً بالسرقة من المنازل، و50 بلاغاً بخيانة الأمانة، و70 بلاغاً بهتك العرض، و351 بالعمل لدى غير الكفيل، والبقية بلاغات هروب، وجرائم أخرى .

وأكد أن معظم الخدم المتورطين في تلك البلاغات، من الجنسيات الآسيوية المختلفة، والإفريقية، حيث بلغ إجمالي المتورطين من الخدم خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري 810 أشخاص بينهم نحو 200 من جنسيات إفريقية، والبقية من جنسيات آسيوية .

وأوضح أن آثار الخدم السلبية تتركز في سرقات داخلية في البيوت مما ينتج جرائم مخفية لا يتم الإبلاغ عنها، وجرائم أخلاقية ناتجة عن هتك العرض، وانتهاك حرمة ملك الغير بإيواء رجال من الخارج، وتعريض حياة الأطفال للخطر بارتكاب جرائم ضدهم مثل الاعتداء، والحمل السفاح، مما يزيد من أعداد اللقطاء في المجتمع نتيجة البحث عن التخلص من المولود غير الشرعي .

وأوضح أن هناك صعوبات تواجه رجال الشرطة في مكافحة جرائم الخدم ومنها هروبهم من الكفلاء بعد ارتكاب الجرائم، وصعوبة تحديد الجريمة نظراً لكونها داخلية إلا بعد وقوعها والإبلاغ عنها، وجود عصابات لتهريب، وإيواء الخدم، وإنشاء شبكات لتشغيل الهاربات بأعمال قد تخالف الأنظمة، والقوانين السارية في الدولة مثل العمل الجزئي، وأعمال الدعارة، وهو ما انتشر بصورة لافتة في الآونة الأخيرة، وما أعقبه من تردد العديد من الخادمات على المنازل طلباً للعمل بوضع قصاصات ورقية بأرقام هواتفهن .

وقال إنه على الرغم من الدور الفاعل الذي يقوم به الخدم في خدمة المجتمع والأسر، ومساعدتهم في إدارة مهام وشؤون منازلهم، إلا أن الخطر الأكبر الآن هو جرائمهم التي أصبحت واضحة نظراً لأعدادهم الكبيرة الموجودة، وإيواء العديد من الأسر لعشرات الخدم في المنزل الواحد من دون أي رقابة أو متابعة .

وأوصى الجلاف بضرورة القيام بحملات توعية واسعة للأسر، من خلال الجمعيات النسائية وبدعم من أجهزة الشرطة المعنية بأهم الجرائم التي ارتكبتها الخادمات، وبالأسباب الدافعة لذلك، والمخاطر التي يمكن أن تصيب الأسر نتيجة الممارسات غير المشروعة .

وطالب الجهات المعنية في الدولة بضرورة وضع اشتراطات صارمة لإصدار تصاريح استقدام الخدم، وغرامات كبيرة على الخدم الهاربين، بحيث لا يتم التصريح له بالخروج من الدولة إلا بعد دفع مبلغ مالي معين للحد من ظاهرة هروبهم من كفلائهم .

نماذج للجرائم

وأشار إلى أن من بين الجرائم التي ارتكبها الخدم، معركة خادمتين بأسياخ الكباب داخل منزل مخدومهما مما أدى إلى مقتل إحداهن، والثانية تتم محاكمتها حالياً، حيث تبين خلال التحقيق في الواقعة أن المنزل يضم أكثر من 10 خادمات، وبالتالي كان ما حدث بعيداً عن أعين الأسرة ولم ينتبهوا إلا بعد سماع صراخهن .

أيضاً من جرائم الخدم تعرض أسرة للسرقة، من قبل خادمة تعمل لديهم بنظام الدوام الجزئي، وتبين من خلال البحث والتحري أن الخادمة غافلت أفراد الأسرة أثناء قيامها بأعمال المنزل، وسرقت مجوهرات وأموالاً كانت موجودة في غرفة النوم، ولاذت بالفرار إلى جهة مجهولة .

وتبين بعد ضبطها أنها اعتادت السرقة من المنازل التي تعمل فيها بنظام الدوام الجزئي، وتحرص على سرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه، مثل المجوهرات وساعات اليد، وسبق القبض عليها إثر تورطها في بلاغ سرقة آخر وصدر ضدها حكم بالسجن سته أشهر مع الإبعاد، إلا أنها عادت إلى مزاولة نشاطها الإجرامي ودخلت الدولة باسم آخر .

وقال إن هذه الواقعة تعكس سلوكاً متكرراً من بعض الأسر التي تشّغل خادمات وعمالاً بنظام الدوام الجزئي، ولا يدركون أن معظمهم مخالفون لقوانين الإقامة، كما يصعب تعقبهم في حال ارتكابهم جريمة ما، نظراً لعدم وجود مستندات أو مكتب يستدل عليهم من خلاله، محذراً الأسر من عواقب ذلك، خصوصاً أن هذا التصرف يعرّضهم للمساءلة القضائية، بسبب مخالفتهم للقانون .

وأضاف أن من الجرائم المسجلة سرقة مليون و171 ألف درهم من منزل امرأة، أفادت بأنها كانت تزاول الرياضة في المنزل، وبعد انتهائها توجهت إلى غرفتها لتجد الخزانة الحديدية مفتوحة، وتمت سرقة جميع محتوياتها، كما اكتشفت اختفاء الخادمة، لافتاً إلى أنه تم على الفور اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، وضبطت المتهمة خلال وقت قياسي وبحوزتها المسروقات، وبالتحقيق معها تبين أنها استغلت انشغال ربة المنزل بمزاولة الرياضة فأخذت مفاتيح الخزانة خلسة من داخل الحقيبة، وبعدها اتجهت إلى الدولاب غير المحكم الإغلاق، ونفذت جريمتها ولاذت بالفرار .

وأشار إلى أن الإدارة تلقت كذلك بلاغاً من أحد المواطنين، أفاد بأنه كان مسافرا، وحين عاد وجد غرفة نومه مبعثرة، والخزانة مفتوحة وسُرق منها 35 ألف درهم ولا يشك في أحد، وبعد اتخاذ الإجراءات الأمنية والتحقيق مع الجميع تم التأكد من تورط الخادمات اللاتي يعملن لديه، إذ تبين أنهن استغللن سفر صاحب المنزل وقمن بفتح الخزانة وسرقة محتوياتها .


حمل سفاح

وقال: إما المثال الأخطر لجرائم الخدم أن رب إحدى الأسر لاحظ انتفاخ بطن الخادمة التي تعمل لديهم، وبسؤالها اعترفت أنها على علاقة غير شرعية بأحد الأشخاص تعرفت إليه أثناء إلقائها للقمامة خارج المنزل، وكانت النتيجة الحمل سفاحاً .

يضاف إلى تلك الجرائم جريمة أخرى قامت بها إحدى الخادمات في غياب الأسرة، حيث أدخلت أحد الغرباء إلى المنزل وعند عودة رب العائلة وأسرته إلى منزلهم وبطرق الباب فتحت الخادمة الباب لهم ثم اتجهت مباشرة إلى المطبخ، وتمت مشاهدتها تقوم بإخراج الشخص من الحمام، وكان بصدد الفرار إلا أنه تم اللحاق به وتسليمه إلى الشرطة، حيث اعترف بأنه يدخل إلى البيت برضا الخادمة وأن هناك علاقة غير شرعية بينهما .

وأشار إلى جريمة خادمة سريلانكية احترفت سرقة المنازل بأسلوب احترافي، يتمثل في اختيار ضحاياها من خلال إعلانات الصحف الأجنبية للذين يطلبون خدماً أو مربيات أطفال، وتقدم إليهم صورة من جواز سفر غير مستخدم، واستطاعت بهذا الأسلوب سرقة نحو 12 منزلاً، ولجأت في بعض جرائمها إلى رش الأطفال وكبار السن بمواد مخدرة تؤثر سلباً في صحة الإنسان .

وأوضح أن بعض الخادمات يتصرفن أحياناً وفق ثقافات سائدة في بلادهن، مثل استخدام السحر، لاستمالة صاحب المنزل أو السيطرة عليه، لافتاً إلى أنه تم تسجيل حالات لخادمات كن يضعن أشياء غريبة في الطعام على سبيل السحر، كما تفعل فئة منهن ذلك رغبة في الانتقام في حالة التعرض لمعاملة سيئة .

هروب الخدم ظاهرة مقلقة أمنياً

أم القيوين - ماهر خالد:

أكد عدد من الكوادر الأمنية، بالإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في أم القيوين، أن قضية هروب الخادمات من المنازل أصبحت تمثل حقيقة واقعية تعانيها شرائح المجتمع، وتؤرق الجهات الأمنية المختصة عن إيجاد السبل والقوانين التي تحد من هروبهن ومكافحتها بالطرق كافة، معتبرين أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى انتشارها عدم وعي الخدم القادمين للعمل على أرض الدولة، وقلة الرواتب المقدمة لهم، إضافة إلى عدم تعاون سفارات تلك الدول، خاصة الآسيوية، بالشكل الكافي مع الجهات المختصة لوضع آليات محددة لكبح جماح الهاربين والحد منهم، وعلى الرغم من بروزها بمختلف مناطق الدولة، إلا أن بلاغات الهروب التي تتلقاها الإدارة تكاد لا تذكر “حالتان أو 4 على أقصى تقدير في اليوم الواحد”.

الرائد حميد فايز الشامسي، رئيس قسم متابعة المخالفين، اعتبر أن ظاهرة هروب الخدم أصبحت تمثل مصدر قلق بشكل كبير ويومي، وخاصة من بعض الجنسيات الآسيوية ومنها الإثيوبية، والإندونيسية، والفلبينية، وأقلهن الهندية، وأن مكاتب توريد العمالة إلى الدولة تتحمل قسطاً كبيراً من المسؤولية خاصة بعد وجود عدد منها يقوم بالاتفاق مع العديد من الخدم بعدم المخالفة إلا بعد انتهاء فترة صلاحية الضمان التي تعود ملكيتها إلى المكتب نفسه .

دور السفارات

في حين قال الرائد خالد حميد الغاوي، رئيس قسم أذونات الدخول في أم القيوين، إن أقدم حالة هروب سجلت في الإدارة كان لخادمة إثيوبية هربت من كفيلها منذ أكثر من 15 عاماً، ولم يتم إلقاء القبض عليها نظراً لارتدائها الزي النسائي الكامل، والذي لا يظهر أية ملامح لوجهها، وحتى عندما قمنا بمخاطبة الجهات المعنية لبلدها ونفاجأ بعدم التفاعل بشكل كبير مع القضايا المتعلقة لأفراد بلدهم .

لذلك يتوجب على سفارات تلك الدول المصدرة لعمالة الخدم إلى أرض الدولة، العمل أكثر من أجل توعيتهم بقوانين العمل والمخالفات المترتبة عليها، ولا بد من التركيز على مسألة تهاون العديد من الأفراد بنقطة جلب الخادمة للعمل في المنزل بنظام الساعات، مما يضر المجتمع عامة، أكثر من نفعه لأنه تجاوز القانون المسموح به ومن ثم التستر على المخالفين، وفي حال ضبط أي مخالف عنده فإن مشغله يغرم ب 50 ألف درهم .

المتسترون

الملازم علي بن راشد المعلا، رئيس قسم العلاقات العامة وخدمة المراجعين في أم القيوين، طالب بتعزيز البرامج والجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية من أجل مكافحة ظاهرة هروب الخدم من المنازل، ومعاقبة المتسترين عليهم، وأن الأمر يتطلب فعلاً تكاتف الجهود من اجل الحفاظ على الأمن واحترام القانون، فمكاتب التوريد لا بد من تحملها للمسؤولية باعتبارها شريكاً أساسياً ومستقدمة للعمالة، مما يجعلها عرضة للمساءلة القانونية، كما يجب معاقبة كل من يقوم بتشغيل أي خادمة مخالفة للقانون، وأن الضحية في الأمر هو المواطن الكفيل الذي يتكبد خسائر مالية كبيرة تفوق 15 ألف درهم تقريبا شاملة لكل الأوراق لجلب خادمة، ومن ثم يتفاجأ بهروب الخادمة من منزله، حيث لا يملك لا ناقة ولا جملاً في تتبعها .

مواطنون: استقدام الخادمات معاناة

عجمان - ماهر خالد:

تلقي ظاهرة هروب الخدم وعملية استقدامهم للعمل في الدولة، بظلالها بشكل كبير على مختلف المحيطين بهم، بدءاً من مكاتب استقدامهم مروراً بأفراد المجتمع الذين يقومون بتشغيلهم في المنازل، انتهاء إما بمخالفتهم لقانون العمل أو الهروب والعمل بنظام الساعات .

عجمان تعد من المناطق التي تشهد، شأنها شأن بقية المناطق، حركة سكانية كبيرة، وبروز مكاتب توريد الخادمات من عدة دول آسيوية، مما أفرز ظهور عدة نماذج واقعية عاناها متضررون من هروبهن، ويعزى الأمر إلى أن هناك شبكات تصطادهن وتساعدهن على الهرب والعمل لدى الغير، بعد أن يكون قد مضى على استقدامهن فترة تعلمن خلالها بعض مفردات اللغة العربية وتعرفن إلى طبيعة الدولة .

المواطن خميس عبدالله، موظف حكومي، تحدث عن معاناته حول استقدام الخادمات، فقال إنه استقدم خادمة للعمل في منزله، ولم يكد يمر عام تقريباً حتى هربت فجأة من دون معرفة وجهتها، مشككاً بوجود أفراد متخصصين يقومون بتحويل وجهات عملهن بحسب جنسياتهن، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه “قرصنة بشرية«، فهن يجدن المساعدة اللازمة للفرار من المنازل، وكذلك قد يتم إيوائهن بمسكن جماعي وتوظيفهن بمرتبات أعلى مما كن يحصلن عليه .

واعتبر المواطن ناصر الجسمي أن قضية هروب الخادمات واقع مرّ الذي له بداية وليس له نهاية محددة أو سعيدة، وأنه يتكبد شأنه شأن غيره خسائر مادية لجلب الخادمات، وخاصة من “إندونيسيا”حيث قام بدفع مبلغ مالي مقداره 7500 درهم، لأحد مكاتب استقدام العمالة، وحينما حضرت إلى الدولة تكفل بمصاريف الفحص الطبي أو ما يطلق عليه “الضمان الصحي«، إضافة إلى تجهيز كافة الأوراق المتعلقة بإقامتها على أرض الدولة، إلا أنه تفاجأ بهروبها .

ويرى من وجهة نظره أن ارتفاع نسبة الهروب بين الخادمات دفع بعض الأسر إلى استخدام عاملات مخالفات حتى لا تتكرر خسائرهم، إضافة إلى أن الحصول على خادمة مخالفة سهل عن طريق التواصل مع الشبكات التي تنتمي إلى الجنسية نفسها، كما أنه يسهل الاستغناء عن خدماتها إذا ما اكتشفت بها عيوب، بعكس الخادمة القانونية .


في حين كانت تجربة المواطن أحمد سعيد مغايرة تقريباً، وهو الذي اضطر لجلب خادمة تعمل في منزله بالساعة، بعد فرار الأولى التي قدمت من بلادها بصفة رسمية، وذلك بعد أن وجدها تعرض عليه وأسرته العمل بالساعة ووافق على ذلك، ولكن ما لبث أن علم أنها مخالفة لقانون الجنسية والإقامة، قرر فوراً طردها وعدم التعامل معها حتى لا يتحمل مسؤولية وجودها في منزله ويكون عرضة للمساءلة القانونية .

وإن هروب الخادمات من المشكلات التي تعانيها الأسر بشكل كبير، وتتسبب في خسائر مادية يتحملها رب الأسرة عند هروب الخادمة، حيث يخسر قيمة الرسوم والمبالغ التي دفعها لجلب تلك الخادمة، ويضطر إلى دفعها مجدداً لاستقدام خادمة أخرى، ويبقى أمله معلقاً بالحصول على خادمة مناسبة ولا تهرب . من جانبه دعا المواطن ناصر حمد، الجهات المتخصصة إلى عدم الاكتفاء بالتصدي للخادمات الهاربات، وإنما العمل والبحث عن الجهات والأشخاص الذين يستقبلونهن ويوفرون لهن المعيشة وأعمالاً أخرى للتكسب، في حين أن الشخص الذي يستقبلهن يكون المستفيد الأكبر، حيث يوظف الخادمة من دون دفع أية مبالغ مالية نظير استقدامها للدولة، كما أنه لا يتحمل أية مسؤولية قانونية تجاه تلك الخادمة لأنها ليست مدرجة على كفالته، ويتخلى عنها عند وقوع أية مشكلة، وأن على الجميع سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أن يعوا بمخاطر الاستسهال بتشغيل خدم بنظام الساعات، وإيوائهن في منازلهم كونهن لا يكلفنهم مصاريف باهظة الثمن .

الخادمة الأمينة حسنة السلوك عملة نادرة

رأس الخيمة - سائد الخالدي:

يعتبر استقدام خادمة جيدة على درجة من الأمانة وحسن السلوك من الهموم التي تقض مضاجع الراغبين في الاستقدام، من المواطنين والمقيمين، الذين تستنزف رسوم الاستقدام جيوبهم، وكثيرا ما يتعرض بعضهم لهروب الخادمات أو عدم اجتيازهن للاختبارات الصحية، التي تخولهن العمل في الدولة، ما يضاعف حجم خسائرهم المادية .

ويطالب عدد من الأهالي الجهات التشريعية في الدولة بإعطاء فترة سماح، يؤجل بموجبها إصدار الكفيل أو رب العمل للبطاقة الصحية وبطاقة الهوية لفترة بين ثلاثة وأربعة شهور من تاريخ استقدام الخادمة ومباشرة عملها بالبيت، والاكتفاء بالكشف الطبي الفوري، لأهميته من الناحية الصحية لأفراد المنزل، وللتخفيف من الخسائر، التي يتكبدها الكفيل في حال هروب الخادمة أو ظهور عدم ملاءمتها للعمل صحياً .

راشد سعيد الشحي، رب أسرة، أشار إلى أن استقدام الخادمات استنزف جزءاً كبيراً من قوته وقوت أفراد عائلته في ظل استقدامه لخادمتين في الأشهر القليلة الماضية، اللتين رفض تا بعد أن قام بطباعة الأوراق المطلوبة واستصدار البطاقة الصحية والهوية الوطنية، فضلاً عن الكشف الطبي، استمرار العمل لدى أسرته لحجج واهية .

وأشار يوسف العوضي إلى أن فصول معاناته مع الخادمات طويلة تنعكس من خلال اضطراره لاستقدام 4 خادمات في السنوات الثلاث الأخيرة، لأسباب تتعلق برفض الخادمات مواصلة العمل لديه أو لهروبهن من المنزل، بالرغم من جهوده الحثيثة لتوفير كافة احتياجاتهن ومتطلباتهن التي توفر لهن الحياة الكريمة .

ولفت إلى أن استقدام الخادمات أصبح اليوم يمثل مصدراً لاستنزاف مبالغ كبيرة من جيوب أرباب الأسر الذين تضطرهم ظروف عملهم وعمل زوجاتهم إلى اللجوء للخادمات بالرغم من السلبيات العديدة لهذه الشريحة التي باتت تشكل ظاهرة مقلقة في ظل تزايد جرائمهن واعتدائهن على الأطفال في غياب الوالدين، داعياً إلى وضع قوانين جديدة تحافظ على حقوق المواطنين والمقيمين من الراغبين في استقدام الخدم والاكتفاء بإلزامهم بتوقيع الكشف الطبي الفوري على الخادمة بمجرد وصولها إلى أراضي الدولة وتأجيل بقية الإجراءات لفترة عدة أشهر يتم خلالها التأكد من رغبة الخادمة في العمل الفعلي وعدم استخدامها للأسرة الكافلة لها جسراً للعبور لتحقيق أهداف ومآرب تدور في داخلها .

العميد سلطان يوسف النعيمي، مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في رأس الخيمة، أكد أن الإدارة ملتزمة بقوانين الدولة المنظمة لعملية استقدام الخدم وعملهم داخل الدولة .

وقال إن هذا لا يمنع من دراسة مثل هذه المطالب، خاصة مع تكرار مثل هذه الحالات ورفع تصور بها إلى الجهات المختصة في الدولة، تمهيداً لاطلاعها عن قرب على ذلك .

............. الخليج ................
__DEFINE_LIKE_SHARE__
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نقل أسطوانات الغاز بسيارات خاصة يحولها إلى "قنابل موقوتة دلــــــــوعة الامارات اخبار محلية و عالمية 4 04-29-2012 12:20 PM
رصدتها عدسة "الخليج" في مطبخ شعبي في العين اسطوانات الغاز قنابل موقوتة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-29-2012 10:50 AM
من أراد ألاّ تُصبه فجأة بلاء فليقل شموع555 الإسلام والشريعة 6 02-25-2010 12:40 AM
سخانات المياه الرديئة قنابل موقوتة في بيوتنا محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 11-22-2009 10:10 AM
سخانات المياه الرديئة قنابل موقوتة في بيوتنا محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 11-22-2009 10:00 AM


الساعة الآن 09:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML