...


         ::  :  ( :)       ::  :  ( :)       ::   ( : )       ::   ( : )       ::   ( : )       ::   ( : )       ::   ( : )       ::   ( : )       ::   ( : )       ::   ( : )      

 
LinkBack
  #1  
10-12-2012, 10:10 AM
.
.
.
  : 503
  : Dec 2007
: female
:
  : 2,100,613
:3341
  : 2139

12-10-12 08:13 AM

‫وسوف يبقى نهجنا نهجًا سلميًّا، وخطابنا خطاب إصلا*
العلامة الغريفي: هل للسِّياسة ضمير؟ - الاستهدافات الظالمة لآية الله الشيخ عيسى قاسم
http://alwefaq.net/index.php?show=news&action=article&id=7076

التاريخ: 2012-10-11 م | الموافق: 24 ذي القعدة 1433 | المكان: مسجد الإمام الصادق(ع) بالقفول

بسم الله الر*من الر*يم
ال*مد لله ربِّ العالمين وأفضل الصَّلوات على سيد الأنبياء والمرسلين م*مدٍ وعلى آله الهداة المعصومين...

هل للسِّياسة ضمير؟
الضمير قوَّة في الداخل ت*صِّن الإنسان في مواجهة الانزلاقات والمعاصي والجرائم والآثام, ولعلَّ هذا ما عبَّر عنه القرآن ب(النفس اللوَّامة) في سورة القيامة/الآية الثانية, فمتى ما مارس الإنسان ذنبًا أو جناية أو جريمة ت*رَّكت النفس اللوَّامة لتأنيبه تأنيبًا قاسيًا, وهذا ما يُعرف ب(تأنيب الضمير) أو (م*كمة الضمير). وهذا سؤالٌ يطر* هل يتوقَّف عمل الضمير أو هل يموت الضمير؟

الضمير لا يموت, إلَّا أنّه يخفت صوته, ويتوقَّف عمله... متى يكون ذلك؟

في *الاتٍ منها:
1- *ينما تموت البصيرة, وتنقلب المفاهيم عند الإنسان, فيرى ال*قَّ باطلًا, والباطل *قًّا, ويرى الخير شرًّا, والشر خيرًا, والعدل ظلمًا, والظلم عدلًا.. هنا لا يبصر الضمير, ولا يمارس التأنيب.

2- *ينما ينغمس الإنسان في المعاصي والجرائم والموبقات فيتخدّر الضمير, ويفقد فاعليَّته, ودوره...


بعد هذه المقدِّمة عن الضمير نطر* هذا السؤال: هل للسياسات ال*اكمة ضمير؟
لا شكَّ أنَّ السَّاسة وال*كام هم بشر قد يزدهر عندهم الضمير, وقد يموت...فإن ازدهر عندهم الضمير السِّياسي مارسوا كلَّ العدل والإنصاف، وجانبوا كلَّ أشكال الظلم والجور والفساد, وإذا ما صدر منهم أيّ ظلمٍ أو جور أو عدوان تجاه شعوبهم ورعاياهم ت*رَّك في داخلهم الضمير السِّياسي النظيف ليؤنِّبهم تأنيبًا قاسيًا, ويجرِّمهم تجريمًا شديدًا, ويدفعهم في اتجاه تص*ي* سلوكهم السِّياسي وسياساتهم مع شعوبهم...

أمَّا إذا مات الضمير السِّياسي أو خفت صوته لدى السَّاسة والقادة ورجال ال*كم فالويل كلّ الويل للشعوب والأوطان, من جرائم سياسية مدمِّرة, ومن عبثٍ بال*قوق, ومن ظلمٍ يطال كلَّ شيئ, ومن فساد يستشري في كلِّ مكان, ومن قهرٍ وفتكٍ وبطش, وزهقٍ للنفوس والأروا*, وهتكٍ للأعراض, فترتفع صرخات المضطَّهدين, وآهات الم*رومين, وعذابات المظلومين, واستغاثات المستغيثين, وتموت كلّ الصرخات والآهات, والعذابات والاستغاثات...

لماذا؟
لأنَّ ضمير السَّاسة قد مات أو تخدَّر... وتتَّجه الشعوب تستصرخ العالم, وأنظمة العالم, ومنظَّمات العالم, ومؤسَّسات العالم, ولا جواب لأنَّ ضمير العالم قد مات أو تخدَّر...

وإذا وجدت الشعوب المظلومة أنْ لا صدى لصرخاتها وعذاباتها لدى الأنظمة ولدى العالم نتيجة موت الضمائر أو تخدّرها, فلا تجد الشعوب خيارًا أمامها إلَّا الثورة, لعلَّ الثورة توقظ ضمير السِّياسة والسَّاسة, وضمير العالم ومنظَّمات العالم...

إنَّ خيار الثورات لدى الشعوب هو خيار *ينما تفشل كلّ الخيارات الأخرى, ربَّما يكلِّف هذا الخيار الشعوب أثمانًا باهضة من دماء وأروا*, كان بالإمكان توفيرها لو استيقظت ضمائر الأنظمة ال*اكمة, وا*تضنت آلام شعوبها, وانفت*ت على عناءات أبناء أوطانها, واستجابت لصرخات الم*رومين في بلدانها...

إذا ماتت الضمائر لدى الرعاة والسَّاسة ماتت الر*مة, وإذا ماتت الر*مة كان الظلم والبطش والقسوة هو النهج في التعامل مع الشعوب...


في كلمةٍ لأمير المؤمنين عليه السلام ضمن رسالةٍ وجَّهها إلى واليه على مصر مالك الأشتر؛ وهذه الرسالة *افلة بأغنى التوجيهات في بناء سياسة ال*كم ممَّا يصل* شأن الرعيَّة, ورغم تقدّم ديمقراطيات هذا العصر فهي عاجزة أنْ تجاري هذا النمط من المبادئ والقيم والسِّياسات...

جاء في هذه الرسالة قوله عليه السَّلام مخاطبًا مالك الأشتر – ال*اكم على مصر - :

«وأشعِر قلبَكَ الر*مةَ للرعية، والم*بَّة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننَّ عليم سَبُعًا ضاريًا تغتنم أكلهم فإنَّهم صنفان إمَّا أخٌ لك في الدِّين، وإمَّا نظير لك في الخلق».

متى يكون ال*اكم سَبُعًا ضاريًا على رعيته وعلى شعبه *ينما تموت الر*مة من قلبه، ومتى تموت الر*مة *ينما يموت الضمير... فما أ*وج ال*كَّام والسَّاسة ورعاة البلاد والعباد إلى يقظة الضمائر التي ت*اسبهم *ينما يظلمون، ويقهرون، ويبطشون، ويسفكون الدماء، ويهتكون الأعراض، ويعبثون بالمقدَّرات، وينشرون الفساد في الأرض، ويستأثرون بالأموال والثروات...

قد يقال: لماذا أنتم دائمًا ت*مِّلون أنظمة ال*كم مسؤولية الأزمات والأوضاع السيِّئة في البلدان؟
ولماذا لا تت*مَّل الشعوب المسؤوليَّة؟
ولماذا لا تت*مَّل القوى السِّياسية المسؤوليَّة؟
ولماذا لا تت*مَّل القوى الدِّينية المسؤوليَّة؟

ص*ي* إنَّ جميع هذه المواقع تت*مَّل مسؤوليَّاتها، ولا شكَّ أنَّ لها أخطاءَها الصغيرة أو الكبيرة، ولكن هذا لا يقارن إطلاقًا بسؤوليات الأنظمة ال*اكمة، وأخطاء الأنظمة ال*اكمة...


إذا صل* الراعي صل*ت الرعية، وإذا فسد الراعي فسدت الرعية، وبيد الأنظمة ال*اكمة كلّ القدرات والإمكانات لإصلا* الأوضاع، وتص*ي* الأخطاء، فلماذا لا تبادر هذه الأنظمة إلى الإصلا* والتص*ي*، وهذا هو الخيار الأسلم والأسهل والأقرب، والأقل كلفةً، ولماذا تُلجأ الأنظمةُ الشعوبَ إلى الخيارات الأعقد، والأصعب، والأبهض كلفةً وثمنًا؟...

ال*كمة كلّ ال*كمة، والعقل كلّ العقل أنْ تتصال* الأنظمة مع شعوبها...

قد يقال: ولماذا لا تتصال* الشعوب مع الأنظمة؟ أليست الشعوب هي الطرف الأضعف والأ*وج، فلماذا نطالب الأنظمة وهي الطرف الأقوى، وهي الطرف المستغني أنْ تتصال* مع الشعوب؟

هذا الكلام ليس ص*ي*ًا على إطلاقه... فبقدر ما تكون الشعوب م*تاجة إلى المصال*ة فكذلك الأنظمة لا تقل عن ضرورة الشعوب إنْ لم تكن أكثر...

وأمَّا أنَّ الأنظمة هي الطرف الأقوى، وطبيعي أنَّ قوة الأنظمة وقدرات الأنظمة لا تملكها الشعوب، إلَّا أنَّ هذا لا يعني أنَّ الشعوب ضعيفة وليس أمامها إلَّا خيار الاستسلام، المسألة ليست كذلك، هناك شعوب تملك من القوة والإرادة ما يجبر الأنظمة على الاستجابة لإرادة الشعوب، وهناك شعوب استطاعت أن تسقط أعتى أنظمة...

فالمعادلة ليست دائمًا أنَّ الشعوب هي الأ*وج، وهي الأضعف، ومع ذلك لا مشكلة في أنْ تبادر الشعوب إلى خيار المصال*ة مع الأنظمة إذا كان هذا الخيار ي*قِّق مصال* الشعوب الكاملة، ويستجيب لإرادتها في أنْ تعيش *رَّة عزيزة كريمة، وأمَّا إذا كان هذا الخيار على *ساب مصال* الشعوب، وفيه إذلالٌ لها، وسلبٌ لكرامتها وعزَّتها، فهو خيار يجب أنْ ترفضه الشعوب، وإنْ سعت إليه الأنظمة ال*اكمة...

إنَّنا لا ندعو إلى خيار المواجهة والصدام والمقاطعة مع الأنظمة، ما دام خيار المصال*ة قائمًا بشرط أنْ تكون مصال*ةً مُشَرِّفةً لا مُذِلَّةً، مصال*ةً تؤسِّس لواقع سياسي سليم لا لواقع مزوَّر، مصال*ةً تعطي الشعوب *قَّها في الشراكة لا أنْ تكون مأسورةً لهيمنة الأنظمة، مصال*ةً تنهي كلَّ الأوضاع الفاسدة لا أنْ تكرِّس الواقع الخاطئ، مصال*ةً تَطمئِنُّ لها الشعوبُ كلَّ الإطمئنان، لا أن تكون أكاذيبَ وخِدعَ أنظمة...

وسوف يبقى نهجنا نهجًا سلميًّا، وخطابنا خطاب إصلا*، هذا ما أكَّده رمزنا الكبير سما*ة آية الله الشيخ عيسى أ*مد قاسم رغم كلّ ما طاله من استهدافاتٍ ظالمة، لم تُقدِّر لهذا الرجل جهودَهُ الصادقةَ، وعطاءاتِه الخيِّرة، وعناءاتِه المُضْنية، انطلاقًا من مسؤولياتِه الشرعيةِ والوطنية، وقد ذابت في *بِّه جماهيره الوفيَّة، كما ذاب هو في *بِّها، ولن تتخلَّى عنه هذه الجماهير في أيّ ل*ظة، ولن تسم* بأنْ يمسَّه سوءٌ أو أذى، وبقدر ما أعطاها كلَّ *ياته، فسوف تعطيه كلَّ *ياتها، *فظ الله شيخنا الكبير عنوانَ عزٍّ وفخر، وفيض عطاء، ونهج هداية، ورمز قيادة...

وآخر دعوانا أن ال*مد لله ربِّ العالمين‬



...
__DEFINE_LIKE_SHARE__
- - -

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML