بين رجوع الوفد الرسمي للنظام الخليفي من جنيف حيث عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلساته لمناقشة قضية البحرين وبين سقوط الفتى الشهيد علي حسين نعمة أيام قلائل. فالفوضى التي أحدثها الوفد الرسمي هناك في بعض الجلسات حين يتحدث الوفد الحقوقي الأهلي، والتي استدعت من رئاسة الجلسات طرد بعض مشاغبي الوفد الرسمي أكثر من مرة تذكرنا بطريقة النظام الصدامي الذي كان يقوم بذات الممارسات الهوجاء في بعض المؤتمرات التي يتعرض فيها للنقد. لم يكتف النظام الخليفي بسلسلة الأكاذيب التي سطرها في جنيف ليوهم خبراء دول عملوا سنين طوال في المجال الحقوقي بأنه جاد في تطبيق ما يقارب 90% من التوصيات 176 التي طالب بها مندوبي دول العالم، وهي أكبر نسبة من التوصيات تحظى بها دولة في العالم، حتى تحرك إعلامه التي تقوده سميرة رجب وزيرة الإعلام في حفلة زار ليوهم نفسه ومواليه بأنه حقق إنتصارات عظمى في جنيف للتغطية على الإنتهاكات الواسعة له في مجال حقوق الإنسان . وليس ذلك بغريب فوزيرة الإعلام البحرينية هي بعثية الفكر ومن المعجبات بصدام حسين ومدرسته الإعلامية والتي كان آخر أضوحكاتها محمد سعيد الصحاف وهو يظهر على الشاشة متحدثاً عن إنتصارات زائفة وبغداد تتهاوى تحت ضربات الإحتلال الإمريكي.
مسلسل الكذب إستمر في أروقة الأمم المتحدة في جنيف حيث ألتقى وزير حقوق الإنسان البحريني صلاح علي بتاريخ 25 سبتمبر بمسئولين في مجلس حقوق الإنسان مدعياً أن حكومته جادة في تطبيق حقوق الإنسان، وأنها تطلب مساعدتهم في عقد ورش عمل عن حقوق الإنسان في بلاده، وفي 27 سبتمبر ألتقى وزير الخارجية البحريني بمساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشئون الشرق الأوسط إليزابيث جونز مستعرضاً معها قضية ردود حكومته على توصيات جنيف ولم يفته بالطبع الإشادة بالتنسيق بين حكومته والإدارة الإمريكية في مختلف المحافل الدولية، وبدورها بادلته المسئولة الإمريكية مسلسل النفاق قائلة أنها تشيد بالدور الإصلاحي لحكومة (الملك) حمد. حبل كذب تطبيق توصيات حقوق الإنسان لم يطل طويلاً، ففي ساعة متأخرة من ليل 28 سبتمبر وفي بلدة صدد التي تبعد مسافة قصيرة جداً عن منطقة قصور (الملك) حمد، أقدمت قوات الأمن التابعة للنظام على إطلاق الرصاص الإنشطاري (الشوزن) على مسيرة شبابية تحمل أهداف وشعارات الثورة (المسيرات الشبابية تخرج ليلياً في أحياء عدة مدن وبلدات في البحرين) فأصابت تلك الطلقات الفتى الشاب علي حسين نعمة البالغ من العمر 17 عاماً ومن شدة نزف الدم وضربة على الرأس سقط الفتى على الأرض دون أن تسعفه قوات الأمن حتى إستشهد دفاعاً عن حقوق شعبه. وهو الفتى الثاني خلال أقل من 40 يوماً تقتله قوات الأمن بالرصاص الإنشطاري، بعد الفتى حسام الحداد (16 عاماً) الذي استشهد قبل يوم من عيد الفطر الأخير. وكعادتها أدعت وزارة داخلية النظام الخليفي كذباً بأن الفتى نعمة كان في حالة هجوم عليها، تماماً كالكذبة التي استخدمت لتبرير قتل الشهيد حسام، ويدحض أضاليل النظام أن الرصاص الإنشطاري وجد مملوءً في جسيمها من جانب الظهر فقط مما يدل على أنهما لم يكونا في حالة هجوم كما تدعي أجهزة النظام.
وإذا علمنا أن البحرين خاضعة للإحتلال السعودي فإن ذات منهجية القتل استخدمت في نفس الأيام في قتل ثلاثة شباب في منطقة القطيف والعوامية بالمنطقة الشرقية للجزيرة العربية، وهم الشهداء خالد اللباد ومحمد المناسف وحسن الزاهري. هذه هي حقيقة نظامي آل خليفة وآل سعود اللذان ينتميان لمنهج فرعون في القتل والقهر، كما في قوله تعالى: قال سنقتّل أبنائهم ونستحي نسائهم وإنا فوقهم قاهرون. هذه المنهجية أدت الى قتل عشرات الأطفال والشباب والشيوخ والنساء في البحرين، وفي الفترة الأخيرة وبسبب الغازات السامة قُتل العديد من الأجنة بلغوا الخمسة عشر جنيياً.
10-02-2012, 11:40 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
